نهر العطاء مشرفة
عدد المساهمات : 238 تاريخ التسجيل : 25/07/2009
| موضوع: صوموا كما يحب ربكم ...لعلكم تتقون الأربعاء 3 أغسطس - 6:46:45 | |
|
ليس كل من امتنع عن الطعام والشراب والشهوة بصائم عند الله بل الصيام تقوى وإيمان وتهذيب للنفس وهذا مراد الله سبحانه من الصيام (لعلكم تتقون) والصيام أنواع صوم العوام وصوم الخواص وصوم خواص الخواص . أما صوم العوام فهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وغيرها من المفطرات هو صوم أغلب الناس. وأما صوم الخواص فهو زيادة على ذلك الإمساك صوم الأعضاء و الجوارح و الحواس الظاهرة عن المنهيات الشرعية فتصوم العين عن المحرمات و يغض النظر إلى ما حرم الله عليه فى القرآن والسنة وتصوم السامعة عن استماع الغيبة والبهتان وأنواع الأغنية المحرمة ويصوم اللسان عن الغيبة والافتراء والفحش وسوء الكلام وأمثالها واليد عن البطش على الضعفاء من غير حق والرجل عن السعى إلى مجالس اللهو واللعب وغيرها من المحافل الغير المشروعة . وأما صوم خواص الخواص فهو صوم القلب عن غير ذكر الله تعالى وبالأخص عن الرذائل الأخلاقية من البخل و الجبن والغل والحقد والحسد والبغضاء والشحناء والقساوة وأمثالها فهو صوم القلوب والعقول مع الجوارح والبطون وهو صوم العارفون . عن أبي هريرة قال قال رسول الله "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"[1]. قال المهلب وفيه دليل أن حُكم الصيام الإمساك عن الرفث وقول الزور كما يمسك عن الطعام والشراب وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقَّص صيامه وتعرض لسخط ربه وترك قبوله منه. وفي رواية مسلم "إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى صَائِمٌ إِنِّى صَائِمٌ"[2]. قال المازرى فى قوله (إنى صائمٌ) يحتمل أن يكون المراد بذلك أن يخاطب نفسه على جهة الزجر لها عن السباب والمشاتمة. وقال عمر بن الخطاب ليس الصيام من الطعام والشراب وحده ولكنه من الكذب والباطل واللغو والحلف. وعن على بن أبى طالب قال إن الصيام ليس من الطعام والشراب ولكن من الكذب والباطل واللغو. وعن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر إذا صمتَ فتحفّظ ما استطعت. وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء[3]. وعن عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقول إذا كنت صائمًا فلا تجهل ولا تساب وإن جُهِل عليك فقل إنى صائم[4]. وعن مجاهد قال خصلتان من حفظهما سلم له صومه الغيبة والكذب[5]. وقد جاء فى الآثر " إن الصيام ليس من الطعام و الشراب وحده قالت مريم إنى نذرت للرحمن صوما أى صمتا فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم و غضوا أبصاركم لاتنازعوا ولا تحاسدوا و في الواقع شهر الصيام شهر العبادة و شهر الرياضة و شهر التمرين حتى يكون الصائم صحيحاً سالماً فى الجسد و الروح و إنساناً كاملاً فى صفاته و حركاته و سعيداً ناجحاً فى جميع أوقاته و طول حياته فالله يريد منا نحن الصائمين ان يجعلنا رمضان أفضل مما كنا وأن نستمر على الطاعة بعد رمضان كما التزمناها فيه وأن دليل قبول رمضان من الله سبحانه أن يوفقك لطاعات أخرى بعد رمضان. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] البخارى كتاب الصوم باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم (1804). [2] مسلم كتاب الصيام باب حفظ اللسان للصائم (1151). [3] أخرجه ابن أبي شيبة فى كتاب الصيام باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقى الكذب 2/421. [4] أخرجه عبد الرزاق فى المصنف برقم (7456). [5] أخرجه ابن أبى شيبة فى كتاب الصيام باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقى الكذب 2/422.
منقول من عدة مواقع
| |
|